ترجمة

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

لهولندي العبقري أثار الجدل في مونديال 90، لكنه عرف كيف يحسن صورته ويقود الروسُّونيري للإنجاز العالمي للمرة الثانية على التوالي..
لم يكن فرانك ريكارد هدافًا في ميلان، حيث كان معدله هدفًا مع كل تسع مباريات في الدوري الإيطالي خلال أعوامه الخمسة في النادي. كان مواطنيه الهولنديين اللامعين رود خوليت وماركو فان باستن أفضل في التهديف، فالأول كان معدله هدفًا في كل ثلاث مباريات والثاني كان معدله قريبًا من هدفين لكل ثلاث لقاءات.
لكن في عام 1990، اختفى خوليت وفان باستن تحت ظل ريكارد بعد أن أحرز الأخير هدفي الفوز في نهائيين كبيرين، بينهما لقطة مع المنتخب الهولندي أصبحت من أكثر اللحظات إثارة للجدل في تاريخ كأس العالم. لحسن حظه، استطاع فرانك أن ينهي العام بأبهى حلة في كأس تويوتا، في التاسع من سبتمبر.
هدفه الأول قاد فريقه للفوز ببطولة كأس الأندية الأوروبية البطلة (دوري أبطال أوروبا بنظامها القديمة) في مايو بالعاصمة النمساوية فيينا، بعد أن وصل إلى تمريرة فان باستن ليحرز الهدفين الافتتاحي والأخير للميلان على بنفيكا ومدربه سفين جوران إريكسون، ليحافظ الروسُّونيري بذلك على اللقب الذي فازوا به العام السابق في برشلونة على حساب ستياوا بوخاريست.
لم يتمكن أي فريق منذ ذلك الحين من نيل لقب دوري الأبطال مرتين على التوالي، ويبدو ذلك الأمر لائقًا بفريق ضم في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي أساطير كريكارد، خوليت، فان باستن، فرانكو باريزي، باولو مالديني، ماورو تاسوتي، بيلي كوستاكورتا وروبيرتو دونادوني.
لم يحقق ميلان اللقب الأوروبي مرتين على التوالي وحسب، بل نالوا الذهب العالمي بنفس العدد على التوالي في اليابان. في المرة الأولى فاز "الشياطين" على ناسيونال الكولومبي في عام 1989، ليرفع المدرب أريجو ساكي كأس تويوتا بفضل هدف الفوز في الدقيقة قبل الأخيرة من الشوط الثاني الإضافي لألبريجو إيفاني.
في العام التالي عانى هجوم ميلان أمام صلابة دفاع فريق أوليمبيا، تحديدًا فان باستن الذي واجه عنفًا زائدًا من فريق العاصمة الباراجوايانية أسونسيون.


بعد دقيقتين فقط من الشوط الأول شتت أوليمبيا ركلة حرة للميلان لتصل الكرة أمام خوليت في الجهة اليُسرى. سرعان ما واجهه لاعبين لكنه راوغهما وأرسل بيمناه كرة عرضية في العمق، وهناك كان ريكارد الذي سدد الكرة برأسه في مرمى إيفر ألميدا.
 
مباشرة قبل ذلك الهدف كان ريكارد قد قام بتدخل حاسم في منطقة جزاء فريقه لإنقاذ هجمة لاتينية خطيرة، وبينما عكس ذلك براعته في تكسير الهجمات، كان هدفه بمثابة لمسة أنيقة للغاية.
أحرز جيوفاني ستروبا الثاني في الدقيقة الثانية والستين بعد أن ارتدت تسديدة فان باستن بيسراه من القائم الأيمن لألميدا. بعد ثلاث دقائق سدد فان باستن على نفس القائم لكن هذه المرة بيمناه، وتابع ريكارد الكرة برأسه ليحرز هدفه الثاني ويفوز ميلان بنتيجة 3-0 .. هكذا أنهى ريكارد، رجل المباراة، عامه بأفضل طريقة ممكنة.
أسوأ لحظة في ذلك العام لمدرب هولندا، برشلونة والسعودية لاحقًا جاءت في الثالث والعشرين من يونيو، حين بصق ريكارد - الهادئ عادة - على وجه الألماني رودي فولر خلال كأس العالم بإيطاليا. كلا اللاعبين طُرِدا ولحق العار بريكارد الذي اعتذر فيما بعد وهو ما ساعد في أن يلقي كلا اللاعبين تلك الحادثة خلف ظهريهما، حين شاركا في إعلان تلفزيوني متبرعين بالأموال التي تقاضياها منه لأعمال خيرية.
في عام 2006 عاد ريكارد لكأس تويوتا كمدرب بعد أن قاد البرسا للفوز على أرسنال في نهائي دوري أبطال أوروبا، لكنه لم يكرر الإنجاز هذه المرة بعد أن خسر فريقه بهدف نظيف لصالح إنترناسيونال بورتو أليجري البرازيلي.
على أي حال، يبقى ثنائيته بالرأس في عام 1990 خالدة في الأذهان، وتبقى تلك الذكرى هي الأفضل له في كأس تويوتا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق